أنواع المقابلات ومميزاتها

المقابلة: تعريفها، أنواعها، مميزاتها وعيوبها

المقابلة هي أداة رئيسية تستخدم في العديد من المجالات مثل التوظيف، البحث العلمي، وتقييم الأداء، وهي عملية تفاعلية تُستخدم للحصول على معلومات من الأفراد من خلال محاورة أو مناقشة منظمة. تقوم المقابلة على التفاعل بين طرفين؛ أحدهما يستجوب (المُحاور) والآخر يجيب (المُستجوب)، بهدف جمع البيانات اللازمة أو الوصول إلى فهم أعمق حول موضوع معين. تُمثل المقابلة أداة مرنة للغاية، يمكن تكييفها حسب طبيعة السياق والغرض منها.

تعريف المقابلة

المقابلة هي وسيلة لجمع المعلومات من خلال الاتصال المباشر بين شخصين أو أكثر، حيث يقوم المُحاور بطرح مجموعة من الأسئلة على المُستجوب بهدف الحصول على إجابات قد تكون مرتبطة بمعلومات شخصية، مهنية، أكاديمية أو حتى نفسية. يمكن أن تتم المقابلة وجهًا لوجه، عبر الهاتف، أو عبر الإنترنت باستخدام منصات مختلفة مثل الفيديو كونفرنس.

المقابلة لها دور حيوي في مجالات عدة، مثل:

• التوظيف: تستخدم المقابلات لاختيار الموظفين المناسبين لشغل الوظائف المتاحة.

• البحث العلمي: تستخدم في جمع البيانات المتعلقة بدراسات محددة أو مسوحات اجتماعية.

• التقييم النفسي: تستخدم في العلاج النفسي لفهم حالات الأفراد وتشخيص الأمراض النفسية.

أنواع المقابلات

المقابلات تتنوع حسب الأهداف وطريقة إجراء الحوار، ويمكن تقسيمها إلى عدة أنواع رئيسية:

1. المقابلة الشخصية (الوجه لوجه):
   هذه هي النوع الأكثر شيوعًا، حيث يتواصل المُحاور والمُستجوب بشكل مباشر في نفس المكان. تعتبر المقابلات الشخصية مثالية للحصول على معلومات دقيقة وعميقة، حيث يمكن للمُحاور أن يراقب لغة الجسد وتعبيرات الوجه للمُستجوب.

2. المقابلة الهاتفية:
   تتم هذه المقابلة عبر الهاتف، وتعد خيارًا مناسبًا عندما يصعب التواصل الشخصي أو عندما يكون الوقت أو المكان عائقًا. يتم استخدام هذه المقابلة غالبًا في التوظيف أو في الدراسات التي تتطلب الوصول إلى عدد كبير من الأفراد.

3. المقابلة عبر الإنترنت (الفيديو كونفرنس):
   تتيح هذه المقابلة التواصل بين الأطراف عبر الإنترنت باستخدام كاميرات الفيديو والصوت. أصبحت هذه المقابلة شائعة جدًا بعد انتشار العمل عن بُعد والدراسة عبر الإنترنت. تشبه المقابلة الشخصية ولكن من مسافة.

4. المقابلة المنظمة (المهيكلة):
   في هذا النوع من المقابلات، يتم طرح مجموعة من الأسئلة المحددة مسبقًا بشكل منظم. الهدف من هذه المقابلة هو الحصول على إجابات محددة وموحدة من جميع المُستجوبين. تستخدم هذه المقابلة في الأبحاث العلمية أو أثناء عمليات التوظيف حيث يكون من الضروري مقارنة إجابات الأفراد.

5. المقابلة غير المنظمة (غير المهيكلة):
   في المقابلة غير المنظمة، لا يتم تحديد الأسئلة مسبقًا. يُسمح للمُحاور بطرح أسئلة عشوائية وفقًا لمجريات الحوار. هذا النوع من المقابلات يكون أكثر مرونة ويُستخدم في الحالات التي تتطلب تفكيرًا حرًا واستكشافًا أعمق في مواضيع معينة.

6. المقابلة نصف المنظمة:
   تجمع هذه المقابلة بين التنظيم والمرونة. يتم تحضير بعض الأسئلة مسبقًا، ولكن يُسمح للمُحاور بإضافة أسئلة فرعية أو طرح أسئلة جديدة استنادًا إلى ردود المُستجوب.

مميزات المقابلة

تعتبر المقابلة من أدوات جمع المعلومات الموثوقة والمفيدة التي تتمتع بعدة مميزات، ومنها:

1. إمكانية الحصول على معلومات دقيقة:
   توفر المقابلة فرصة للحصول على تفاصيل دقيقة وشاملة، حيث يمكن للمُحاور أن يطرح أسئلة متتابعة ويطلب التوضيح عندما تكون الإجابات غير واضحة أو غير كافية.

2. التفاعل المباشر:
   تتيح المقابلة التفاعل المباشر بين المُحاور والمُستجوب، مما يسمح بتوضيح النقاط الغامضة أو تقديم تفاصيل إضافية في الوقت نفسه. كما يمكن للمُحاور أن يلاحظ الإشارات غير اللفظية مثل لغة الجسد وتعبيرات الوجه.

3. المرونة:
   يمكن تعديل أسلوب المقابلة حسب حاجات السياق. يمكن للمُحاور أن يغير من سير الأسئلة أو أن يطرح أسئلة جديدة بناءً على إجابات المُستجوب، ما يسمح بتوفير نتائج أكثر دقة وملاءمة.

4. سهولة الوصول إلى معلومات جديدة:
   المقابلات غالبًا ما تكشف عن معلومات لم تكن معروفة من قبل أو ربما كانت معقدة جدًا للتفسير دون التواصل المباشر. هذا يساعد في الوصول إلى نتائج غير متوقعة يمكن أن تكون مفيدة في البحث العلمي أو اتخاذ قرارات استراتيجية في التوظيف.

5. مساعدة في تقييم الأشخاص:
   في مقابلات التوظيف أو المقابلات الشخصية، تساعد المقابلة المُحاور في تقييم مهارات وكفاءات الشخص بطريقة دقيقة لا تقتصر على السيرة الذاتية أو الردود المكتوبة.

عيوب المقابلة

على الرغم من أن المقابلة تعتبر وسيلة فعالة لجمع البيانات، إلا أنها تحمل أيضًا بعض العيوب التي قد تؤثر على جودة المعلومات المستخلصة منها:

1. التكلفة والوقت:
   المقابلة، خاصة إذا كانت شخصية، تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا من كلا الطرفين. تحتاج إلى تنظيم جداول، وتوفير مكان مناسب، مما يزيد من التكاليف.

2. التحيزات البشرية:
   قد يتأثر المُحاور أو المُستجوب بعدد من العوامل النفسية مثل الانحياز الشخصي أو العاطفي. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تحريف في الأسئلة أو الإجابات، مما يؤثر على دقة المعلومات المستخلصة.

3. الاحتياجات المهارية:
   يتطلب إجراء المقابلة مهارات خاصة من المُحاور، مثل القدرة على طرح الأسئلة المناسبة، الاستماع الفعال، والتحليل النقدي للإجابات. إذا لم يمتلك المُحاور هذه المهارات، قد تفشل المقابلة في جمع المعلومات المطلوبة.

4. الخصوصية:
   في بعض الحالات، قد يشعر المُستجوب بعدم الراحة في الإجابة على بعض الأسئلة، خاصة إذا كانت تتعلق بمعلومات شخصية أو حساسة. هذا قد يؤثر على صدق وموثوقية الإجابات.

5. المشاكل التقنية:
   في حال كانت المقابلة تتم عبر الهاتف أو الإنترنت، فإن حدوث مشاكل تقنية مثل انقطاع الاتصال أو ضعف جودة الصوت قد يعوق سير المقابلة ويؤثر على فعاليتها.

6. الاعتماد على اللغة واللغة الجسدية:
   في المقابلات التي تتم وجهًا لوجه، يُحتمل أن يكون تأثير اللغة الجسدية والتفاعل البصري أكثر من الكلمات المنطوقة. قد يكون لدى بعض الأشخاص صعوبة في التعبير عن أنفسهم شفهيًا، مما قد يؤدي إلى الإجابات غير الكاملة أو غير الدقيقة.

الخاتمة

المقابلة تعد واحدة من أبرز الوسائل لجمع المعلومات في العديد من المجالات. توفر قدرة على التفاعل المباشر مع الأفراد والحصول على معلومات دقيقة وموثوقة. على الرغم من مميزاتها العديدة، إلا أنها ليست خالية من العيوب. إن فهم الأنواع المختلفة للمقابلات واختيار الأنسب منها يساعد في تحسين دقة المعلومات المستخلصة منها ويسهم في تحقيق أهداف المقابلة.